أتوقع بعد أن تقرأ النساء رواية «أحلام» الأخيرة "الأسود يليق بك"، سوف
تحرص كل واحدة منهن على ارتداء اللون الأسْوَد، كي تجد من يغازلها قائلاً:-
«الأسْوَد يليق بكِ».
حبكة ذكيّة، ولغة أخّاذة، معان إنسانية جميلة، وقصة ممتعة، وعبارات آسرة، وإن كان التحول في الرواية نحو النهاية سريعا صادما.
شعرتُ معها أنني أسافر الى قرية بطلة الرواية "هالة الوافي" في منطقة مروانة بباتنة بالشرق الجزائري، وأتعرف إلى عملها كمدرّسة للغة العربية، في زمن العشرية الحمراء، قبل ان ترحل الى سوريا، حيث بلد والدتها، بعدما اضطرت وأمَّها لمغادرة الجزائر بعد مقتل والدها المغنّي على يد مجموعة إرهابية، ثم مقتل أخيها “علاء” الذي استفاد من تدابير المصالحة الوطنية ليُغتال على أيدي الإرهابيين ذاتهم، فاستقرتا بسوريا، موطن أمها، وصولاً الى بداية شهرتها كمطربة، وكيف بدأت تصنع لنفسها أسماً في عالم الغناء.
وقفت أراقبها وهي تهرب من الحب، لتجده يختبىءُ لها في باقة الورد، التي وصلتها في «عيد الحب» ومعها عبارة «الأسود يليق بكِ»، وهي التمهيد «الاستثنائي» لعلاقة الحب، التي تجول الكاتبة "أحلام مستغانمي" من خلالها في الزوايا المعتمة والملتبسة لعلاقات الحب، كيف لا تخلو أية علاقة من حروب صغيرة ورهانات وتحديات بين الطرفين؟، عبر سيناريو حبّ يحاكي أساطير ألف ليلة وليلة ولكن بقالب معاصر، بين رجلٍ من أرقام وامرأة من نغمات.
فقد شدّت "هالة" انتباه رجل أعمال لبناني كبير أُعجب بها لما رآها في برنامج تلفزيوني، فقرر الدخول إلى عالمها مستعملاً كل فنون الإبهار، واستدرجها لتقع في حبه، فاستودعته قلبها، وهو المولع بالسفر بين المدن كما النساء، وبين بيروت وباريس وفيينا نُسجت قصة حبّ مضطرم انتهت بقطيعة صادمة، تشبث فيها الرجل بغروره، وتشبثت هي بكبريائها، فمضى كل في سبيله.
ولأنّ الحبّ الورديّ لا يدور في كواكب متفلّتة تمامًا من الواقع، لذا تعالج الكاتبة، بموازاة قصّة الحب، مواضيع إجتماعيّة وسياسيّة تطال صميم المجتمعات العربيّة من المحيط إلى الخليج، وتتطرّق إلى همومٍ تؤرقها، فنجدها تطرح كذلك إشكاليّات كثيرة يعيشها المجتمع العربي، ويعاني منها مثل:- "المال، الذكورة، الحرب، الإرهاب"، وفي الرواية الكثير من آراء الروائيّة في المرأة، الحب، المجتمع، كما حملت الرواية في طياتها نقدا للعشرية الحمراء، والقتلة الذين يسفكون دماء البشر "باسم الله"، كما انتقدت النظام الذي تاجر بالوطن هو الآخر، ووزّع على القتلة صكوك غفران تحت عنوان "المصالحة الوطنية".
من أجواء الرواية:-
" الحب هو اثنان يضحكان للأشياء نفسها، يحزنان في اللحظة نفسها، يشتعلان وينطفئان بعود كبريت واحد دون تنسيق أو اتفاق ".
"الحب سلطان فوق الشبهات، لولا انه يغار عشاقه، لذا يظل العشاق في خطر، كلما زايدوا علي الحب حبا ".
" لا افقر من امرأة لا ذكريات لها، فأثري النساء ليست التي تنام متوسدة ممتلكاتها،بل من تتوسد ذكرياتها".
" الاحلام التي تبقي احلامنا لا تؤلمنا، نحن لا نحزن علي شئ تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو علي ما يحدث مرة واحدة وما كنا ندري انه لن يتكرر ".
"كما يأكل القط صغاره، و تأكل الثورة أبناءها، يأكل الحب عشاقه، يلتهمهم و هم جالسون إلى مائدته العامرة. فما أولَمَ لهم إلا ليفترسهم".
" كان عليه إذن أن يحبها أقّل، لكنه يحلو له ان ينازل الحب و يهزمه إغداقا، هو لا يعرف للحب مذهبا خارج التطرف .
رافعا سقف قصّته الى حدود الأساطير، و حينها يضحك الحب منه كثيراً، و يُرديه قتيلاً. مضرجا بأوهامه".
عبارات استوقفتني:-
- قل لي ماذا تعزف أقل لك من أنت.
- يُسلّيه تأمل النساء، في تذبذب مواقفهن، وغباء تصرفهن أمام الإشارات المزورة للحب!.
- كان يكفي أن تُؤنّث المأساة، وتضاف إليها توابل الإسلام والإرهاب، والتقاليد العربية، لتكون قد خطت خطواتها الأولى نحو الشهرة!.
- فمن يُغنّي قد هزم خوفه.. إنه إنسان حُر!!.
- أليس الغناء في النهاية هو دموع الروح؟.
- الكلّ أدرك فحوى الرسالة: كُن صامتا.. أو ميّتا.
- كل حكم يصنع وحوشه، ويربي كلابه السمينة التي تطارد الفريسة نيابة عنه.. وتحرس الحقيقة باغتيال الحق.
- فالخوف من الموت.. موتٌ قد يمتدّ مدى الحياة.
- الأعمى يرى بأذنيه، ولا يحتاج عينيه إلا للبكاء.
- إن الأسرار هي ما يساعدنا على العيش. كم يخسر من لا سرّ له!.
- الحياة أجمل من أن تُعلني الحرب عليها، حاربي أعداءها.
- الحب سطوٌ مشروع.. لا علاقة شرعية.
- هو لم يهبْها قُبلة.. وهبها شفتيها، فما كان لها قبله من شفتين.
- كانت حماة الورعة التقية، تدفن ثلاثين ألف قتيل في بضعة أيام، بعضهم دفن الوديعة في جنح الظلام. كان ثمّة زحمة موت، لذا لم يحظ الراحلون بدمع كثير. وحدهم الموتى كانوا يمشون في جنازات بعضهم.
- الثراء الحقيقي لا يحتاج إلى إشهار الذهب. لا يعنيه إبهار أحد. لذا وحدهم الأثرياء يعرفون بنظرة، قيمة أشياء لا بريق لها.
- بل أنتظركِ لأحيا.
- سعادته الآن في التوفيق بين حياتين متوازيتين، عليهما ألا تلتقيا، ويحتاج إليهما معا ليحيا.
- المال لا يجلب لنا السعادة لكن يسمح لنا أن نعيش تعاستنا برفاهية.
- فنحن نكبر أمام العالم، كي يكون لنا الحق أن نضعُف أمام شخص واحد.
- هذا الرجل لن أكسبه إلا بالخسارة.
- أنا امرأة من أنغام وأنت رجل من أرقام.. وليس بإمكان لون أن يجمعنا.
- لكأنه يحمي نفسه من الحب بأذية من يُحبّ.
- كلما شفيت من عبوديتها، عانت من وعكة حُرّيتها.
- كنا نريد وطنا نموت من أجله، وصار لنا وطن نموت على يده.
- لننجو من طاغية، نستنجد دوما بمُحتلّ، فيستنجد بدوره بقُطّاع طرق التاريخ ويسلّمهم الوطن.
- الفنّ كما الإبداع، هو في نواته الأولى بذرة انتقام.
حبكة ذكيّة، ولغة أخّاذة، معان إنسانية جميلة، وقصة ممتعة، وعبارات آسرة، وإن كان التحول في الرواية نحو النهاية سريعا صادما.
شعرتُ معها أنني أسافر الى قرية بطلة الرواية "هالة الوافي" في منطقة مروانة بباتنة بالشرق الجزائري، وأتعرف إلى عملها كمدرّسة للغة العربية، في زمن العشرية الحمراء، قبل ان ترحل الى سوريا، حيث بلد والدتها، بعدما اضطرت وأمَّها لمغادرة الجزائر بعد مقتل والدها المغنّي على يد مجموعة إرهابية، ثم مقتل أخيها “علاء” الذي استفاد من تدابير المصالحة الوطنية ليُغتال على أيدي الإرهابيين ذاتهم، فاستقرتا بسوريا، موطن أمها، وصولاً الى بداية شهرتها كمطربة، وكيف بدأت تصنع لنفسها أسماً في عالم الغناء.
وقفت أراقبها وهي تهرب من الحب، لتجده يختبىءُ لها في باقة الورد، التي وصلتها في «عيد الحب» ومعها عبارة «الأسود يليق بكِ»، وهي التمهيد «الاستثنائي» لعلاقة الحب، التي تجول الكاتبة "أحلام مستغانمي" من خلالها في الزوايا المعتمة والملتبسة لعلاقات الحب، كيف لا تخلو أية علاقة من حروب صغيرة ورهانات وتحديات بين الطرفين؟، عبر سيناريو حبّ يحاكي أساطير ألف ليلة وليلة ولكن بقالب معاصر، بين رجلٍ من أرقام وامرأة من نغمات.
فقد شدّت "هالة" انتباه رجل أعمال لبناني كبير أُعجب بها لما رآها في برنامج تلفزيوني، فقرر الدخول إلى عالمها مستعملاً كل فنون الإبهار، واستدرجها لتقع في حبه، فاستودعته قلبها، وهو المولع بالسفر بين المدن كما النساء، وبين بيروت وباريس وفيينا نُسجت قصة حبّ مضطرم انتهت بقطيعة صادمة، تشبث فيها الرجل بغروره، وتشبثت هي بكبريائها، فمضى كل في سبيله.
ولأنّ الحبّ الورديّ لا يدور في كواكب متفلّتة تمامًا من الواقع، لذا تعالج الكاتبة، بموازاة قصّة الحب، مواضيع إجتماعيّة وسياسيّة تطال صميم المجتمعات العربيّة من المحيط إلى الخليج، وتتطرّق إلى همومٍ تؤرقها، فنجدها تطرح كذلك إشكاليّات كثيرة يعيشها المجتمع العربي، ويعاني منها مثل:- "المال، الذكورة، الحرب، الإرهاب"، وفي الرواية الكثير من آراء الروائيّة في المرأة، الحب، المجتمع، كما حملت الرواية في طياتها نقدا للعشرية الحمراء، والقتلة الذين يسفكون دماء البشر "باسم الله"، كما انتقدت النظام الذي تاجر بالوطن هو الآخر، ووزّع على القتلة صكوك غفران تحت عنوان "المصالحة الوطنية".
من أجواء الرواية:-
" الحب هو اثنان يضحكان للأشياء نفسها، يحزنان في اللحظة نفسها، يشتعلان وينطفئان بعود كبريت واحد دون تنسيق أو اتفاق ".
"الحب سلطان فوق الشبهات، لولا انه يغار عشاقه، لذا يظل العشاق في خطر، كلما زايدوا علي الحب حبا ".
" لا افقر من امرأة لا ذكريات لها، فأثري النساء ليست التي تنام متوسدة ممتلكاتها،بل من تتوسد ذكرياتها".
" الاحلام التي تبقي احلامنا لا تؤلمنا، نحن لا نحزن علي شئ تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو علي ما يحدث مرة واحدة وما كنا ندري انه لن يتكرر ".
"كما يأكل القط صغاره، و تأكل الثورة أبناءها، يأكل الحب عشاقه، يلتهمهم و هم جالسون إلى مائدته العامرة. فما أولَمَ لهم إلا ليفترسهم".
" كان عليه إذن أن يحبها أقّل، لكنه يحلو له ان ينازل الحب و يهزمه إغداقا، هو لا يعرف للحب مذهبا خارج التطرف .
رافعا سقف قصّته الى حدود الأساطير، و حينها يضحك الحب منه كثيراً، و يُرديه قتيلاً. مضرجا بأوهامه".
عبارات استوقفتني:-
- قل لي ماذا تعزف أقل لك من أنت.
- يُسلّيه تأمل النساء، في تذبذب مواقفهن، وغباء تصرفهن أمام الإشارات المزورة للحب!.
- كان يكفي أن تُؤنّث المأساة، وتضاف إليها توابل الإسلام والإرهاب، والتقاليد العربية، لتكون قد خطت خطواتها الأولى نحو الشهرة!.
- فمن يُغنّي قد هزم خوفه.. إنه إنسان حُر!!.
- أليس الغناء في النهاية هو دموع الروح؟.
- الكلّ أدرك فحوى الرسالة: كُن صامتا.. أو ميّتا.
- كل حكم يصنع وحوشه، ويربي كلابه السمينة التي تطارد الفريسة نيابة عنه.. وتحرس الحقيقة باغتيال الحق.
- فالخوف من الموت.. موتٌ قد يمتدّ مدى الحياة.
- الأعمى يرى بأذنيه، ولا يحتاج عينيه إلا للبكاء.
- إن الأسرار هي ما يساعدنا على العيش. كم يخسر من لا سرّ له!.
- الحياة أجمل من أن تُعلني الحرب عليها، حاربي أعداءها.
- الحب سطوٌ مشروع.. لا علاقة شرعية.
- هو لم يهبْها قُبلة.. وهبها شفتيها، فما كان لها قبله من شفتين.
- كانت حماة الورعة التقية، تدفن ثلاثين ألف قتيل في بضعة أيام، بعضهم دفن الوديعة في جنح الظلام. كان ثمّة زحمة موت، لذا لم يحظ الراحلون بدمع كثير. وحدهم الموتى كانوا يمشون في جنازات بعضهم.
- الثراء الحقيقي لا يحتاج إلى إشهار الذهب. لا يعنيه إبهار أحد. لذا وحدهم الأثرياء يعرفون بنظرة، قيمة أشياء لا بريق لها.
- بل أنتظركِ لأحيا.
- سعادته الآن في التوفيق بين حياتين متوازيتين، عليهما ألا تلتقيا، ويحتاج إليهما معا ليحيا.
- المال لا يجلب لنا السعادة لكن يسمح لنا أن نعيش تعاستنا برفاهية.
- فنحن نكبر أمام العالم، كي يكون لنا الحق أن نضعُف أمام شخص واحد.
- هذا الرجل لن أكسبه إلا بالخسارة.
- أنا امرأة من أنغام وأنت رجل من أرقام.. وليس بإمكان لون أن يجمعنا.
- لكأنه يحمي نفسه من الحب بأذية من يُحبّ.
- كلما شفيت من عبوديتها، عانت من وعكة حُرّيتها.
- كنا نريد وطنا نموت من أجله، وصار لنا وطن نموت على يده.
- لننجو من طاغية، نستنجد دوما بمُحتلّ، فيستنجد بدوره بقُطّاع طرق التاريخ ويسلّمهم الوطن.
- الفنّ كما الإبداع، هو في نواته الأولى بذرة انتقام.
0 ♥ رأيك يهمني ..~:
إرسال تعليق