ها هم هناك، أراهم في غمرة فرحهم.. وأراني حبيسة أحزاني قبل جدران غرفتي.. أناجي نفسي، و أسرد همومي فوق خديَّ، دمعةً! أدير الطَرْف ناحيتين، وأسأل مؤنسي الأوحد،، أهي السعادة فعلاً مجرد أحرفٍ لا وجود لها على أرض الواقع؟!! وهل نيلها من أصعب ما يمكن لبشر تحقيقه؟! إني لم أكن أشعر بصعوبة التلذذ بها حين كنت تلك الطفلة!. طفلةٌ، تلقى سعادتها في قطعة حلوى لا تكاد تحمل وزناً!!
ربما لأني كنت - و كما نطقتها – مجرد "طفلة"!. طفلةٌ لا تعي من أمور الدنيا شيء سوى ضحكة بريئة ترتسم ببساطة على شفتيها ،، ما أظن سوى أني كنت أرى طيوفاً للسعادة في طفولة تبتهج جراء قضم قطعة حلوى أو لعق مصاصة تحمل وجة هرة أو دب أو ربما رسما لقلب !!
وتلك هي أنا السعيدة سابحة في غدير طفولة مرحة.
أما الآن،، كل شيء تغير حتى بت لا أعلم أهو العالم قد تغير أم أنها أنا من تغيرت؟!
يقول البعض أن الدنيا خلقت من المتناقضات! فالليل نقيض النهار و النهار نقيض الليل،حين أهمس أنا بأن دنياي خلقت من متناقضين أثنين فقط! "السعادة و الحزن".
سعادة ترادف طفولتي و حزن يرادف شبابي، و لست أدري ماذا بعد لاتمام حياتي!
و لا أتمنى أن أعرف أبــــداً ... أود فقط أن أسأل، من عساه يكون الذي أغتال سعادتي؟!
مهلاً!
و لما أسأل و ليس أمامي سوى الحزن جواباً!
آهـ يا دنــــيا، ماهذه سوى لملمة لمشاعر ضربت بعرض الحائط، لا يسمعها إنسان و لا يعيها بشر... أتمنى فقط لو أن يتواجد في حياتنا ذاك المصطلح الأدبي المعروف
بـ "العدالة الخيالية"حيث يكافئ الخير بخيره و الشر بشره، فنعيش حياة القصص الخيالية و عوالمها الوردية ببهجتها المعهودة..
لكن هذا محال لأنها عدالة خيالية أى لا وجود لها على أرض الواقع ونحن وببساطة نعيش واقعاً لا مجال للخيال في أواسطة! نعيشه بارعاً في قتل أحلامنا وذبح خيالاتنا،
ماهراً في إطعامنا مُره وتجريعنا سُمه،، واقع لا يتوقف عند ذلك فحسب! بل يستمر حتى يجف الدم في العروق، و يسقط القلم أرضاً، و يُودعُ الجسد الناحل حفرته الضيقة
حيث يكسوه التراب و تنهشة الدود ويتحول الشيء إلى: "لا شــــيء".
***
هكذا وجدت نفسى اليوم انظر الى حياتى الماضية دون ان انطق كلمة واحدة، ووجدت دموعى تتساقط كقطرات المطر كسيول ليس لها نهاية !!
ايقنت ان تلك الحياة ماهى الا لحظة تفرق بين الخير والشر وبين الحق والباطل
وبين الحقيقة والسراب.
نظرت الى ملامحى فى المرآة فوجدت تلك الطفلة بداخلى، ولكن تغطيها ملامح شابة جميلة ولكنها حزينة لدرجة تجعلها ترى عينيها كعيون الموت ونظراتها كنظرات الخوف بل هى الخوف نفسه !!
ألم اكن انا تلك الحالمة فى يوم ما ؟؟
ألم اكن انا تلك المتفائلة فى مرة من المرات ؟؟
ولكننى اصبحت شابة تائهة بعد ان سرقت الحياة طفولتى لدرجة اجبرتنى على ان اتمنى الموتفى كل لحظة من لحظات يومى الكئيب هذا.
ذهبت بعيدا لكى اتمكن من استعادة نفسى التى فقدتها من قسوة تلك الحياة ولكننى عدت احمل معى تلك الذكريات الاليمة والتى لا يقوى بشر على تحمل أن تظل تلك الذكريات عالقة بذاكرته.
فوجدت نفسى اتسال بكل براءة من انا ؟؟!!
هل انا ماض حزين، ام حاضر كئيب، ام مستقبل مظلم ؟؟
انا تلك الضعيفة، ام هذه القوية ؟؟
انا عمراً قد فات، ام عمراً مازال اتياً ؟؟
اننى تائهة فى عالم الظلم فية هو سماته الاساسية
اننى لم اطلب المستحيل ولكننى اطلب الحب والحلم
لست امتلك القوة الكافية التى تجعلنى
اتحمل كل تلك الصعوبات
فانا مازلت طفلة احبو فى بداية ربيعا صغير
لقد سئمت من تلك الاوجاع وتلك الجروح
فأى قلبا يمكن له ان يستمر هكذا مدبوح
هل من الممكن ان اتحمل اكثر من ذلك ؟؟
انا ما عاد بمقدورى ان اتصدى
لتلك الدنيا الغادرة اكثر من ذلك
فبرغم سنواتى الصغيرة
اصبحت عجوزا بداخلى
اصبحت غير قادرة على رؤية مستقبلى
اصبحت اتخبط بكل الاشياء
اكتشفت خيانة اقرب من لى فى دنياى
اكتشفت كم كنت ملاكا مع شياطين
عرفت كيف اكون بالنسبة للاخرين
كيف ترانى عيون من حولى
"مجرد فتاة ساذجة من الممكن أستغلالها والتستر خلفها"
لقد تشققت ملامح وجهى من كثرة الدموع
كم انا خائفة على قلبى ان يموت اكثر من ذلك
ان اذوق كذبات اكثر ممن حولى
كم من شخصا تخلى عنى فى اكثر اوقاتى احتياجا لمن حولى
كم اموت الان
كم ينشطر قلبى نصفين
كم ابكى بحرقة على كل من تخيلتهم اشياء وخطوط عريضة فى حياتى
كم تتلاشى مشاعرى وتعجز كلماتى
اجد نفسى وحيدة بعدما فقدت دنياى
وفقدت من كنت اطمح فيهم بالوفاء
سابتعد عن تلك الدنيا، فما عدت اقوى مجددا على الحب والحلم والصدق والوفاء فهذه معانى قد بالت واصبحت ماض ليس بحياة.
اريد ان الملم حياتى واحتضن نفسى ان ابكى من شدة القسوة والكبرياء
اريد ان اختبئ من عينيا التى اخجل ان اراهم دامعتين
فانا من فعلت بهم كل هذاسأغير نفسى لانها جديرة بالعيش حتى ولو كان العيش بعالم الغدر والكذب والدموع والهلاك وسأطلق قلبى الحزين للعنان.